زوار فرصة أخيرة الكرام المدونة تخترق من جانب صهاينة هكرز وينشر بها بوستات منافيه للاخلاق والقيم وتحاول الادارة شراء دومين لحماية الموقع وحسبنا الله ونعم الوكيل
إن كلماتنا ستبقى ميتة أعراسا من الشموع ، لا حراك فيها جامدة ، حتى إذا متنا من أجلها أنتفضت حية وعاشت بين الأحياء ، كل كلمة عاشت كانت قد اقتادت قلب إنسان حي ، فعاشت بين الأحياء ، والأحياء لا يتبنون الأموات ... همتي همة الأسود ونفسي : نفس حره ترى المذلة كفرا

2010/06/11

أسرار 30 ساعة لقافلة الحرية في غزة

- أعضاء القافلة قبَّلوا التراب بعد تحقيق حلم راودهم لسنوات

- وصفوا أهل القطاع بالصحابة الذين يشع النور من وجوههم

- التقوا مصابي الحرب فشعروا أنهم المرضى والمعوقون الأصحاء

- حكومة هنية تحب رئيسها والشعب كله يقف وراءها لأنها احترمته

- 1500 دليل مصور على جرائم جيش الاحتلال تحتاج لمن يتبناها

تحقيق- أسامة عبد السلام:

لم يكن يخطر ببالهم أن يعودوا من قطاع غزة وقد امتزجت مشاعرهم بين الفرح والحزن، هكذا كان حال أعضاء قافلة الحرية لنواب الإخوان المسلمين والمعارضة الذين زاروا قطاع غزة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين.

عندما التقينا بهم فور عبورهم من غزة إلى رفح المصرية، كانت مشاعرهم واضحة على وجوههم التي امتزجت تعبيراتها بعلامات النصر والهزيمة في آن واحد، أما النصر فلأنهم زاروا القطاع بعد عشرات المحاولات خلال 3 سنوات هي عمر الحصار، أما الهزيمة فلأنهم شعروا بمدى الضعف الذي وصلت إليه الأنظمة العربية تجاه شعب غزة.

(فرصة أخيرة) حاولت كشف كل تفاصيل الـ30 ساعة التي قضاها الوفد المصري داخل القطاع في هذا التحقيق:

بداية يقول الدكتور محمد البلتاجي "عضو مجلس الشعب ورئيس الوفد": إنه حاول دخول غزة مع قوافل الحملات الشعبية عدة مرات ولم يحالفه التوفيق، إلى أن استجاب الله له ودخل ضمن قافلة الحرية المصرية لإيصال رسالة سياسية ومعنوية.

وأضاف: "عندما وطأت أقدامنا أرض غزة انهالت الزغاريد والاستقبال المبهر الذي أحرجنا، وبيَّن كيف أن هذا الشعب مرتبط بنا ارتباطًا غير عادي، وكانت عيون أهل غزة طيلة 30 ساعة تتغزل في دعم وتضامن حقيقي للشعب المصري، إلى حد أن كثيرًا منهم قالوا لنا: "لم ننتظر منكم المعونات والشاحنات ولكننا انتظرنا قلوبكم وأرواحكم تقف بجانبنا في خندق واحد لكسر الحصار".

وامتلأت عينا البلتاجي بالدموع حين قال: "شاهدت أطفالاً وشبابًا فقدوا أطرافهم من جرَّاء الإجرام الصهيوني، واجتمعت أمامنا صور موجعة ألهبت مشاعرنا وأشعرتنا خلال حديثهم معنا وهم يوجهون رسائلهم لوفد الشعب المصري وتملؤها الجرأة والقوة والصمود والتحدي للواقع المرير؛ أننا نحن المرضى والمصابون، وأن هذا الشعب جسّد ملحمة الصمود في مرحلة يجب أن يستغل العالم العربي هذا الحدث لحصد مكاسب لنصرة قطاع غزة والذود عن الأرض الفلسطينية المقدسة".

روح الشهداء

ويضيف النائب عادل حامد: أن دخول غزة كان يراوده طوال حياته، وتمنى أن يقبِّل في يوم من الأيام ثرى "أرض الرباط"، مضيفًا: "عندما دخلنا انتابني شعور غريب جديد ليس في زماننا هذا وكأنك ذهبت للحج، وتنسمت عبير روحانيات الشهداء، وعندما رأيت عيون أهل غزة مصوبة تجاهنا بكيت بكاء الأطفال وسجدت لله شكرًا امتزج فيه دمعي بثرى الأرض الطاهرة.

وواصل حامد: "رأيت في عيونهم ابتسامة، لا تعكس المعاناة والآلام التي يعايشها الشعب الفلسطيني فانبهرت انبهارًا غير عادي، وطأطأت على كتف زميلي الدكتور محمد البلتاجي، وسألته: أهؤلاء هم أصحاب النبي أم هم ملائكة؟ فانهمرت دموعنا من شدة الموقف".

وتابع: "كنواب عن الشعب المصري شعرنا بالعجز والحاجة إليهم، بعدما كنا نظن أنهم في احتياج إلى المساعدات؛ حيث التقينا أثناء زيارتنا عائلة السموني التي حبسها جنود الاحتلال أثناء العدوان الصهيوني على غزة في غرفة واحدة وأطلقوا عليهم النيران، فيما نجت طفلة واحدة من هذه الأسرة، وقصَّت لنا ما حدث، قائلة: نحن استشهدنا آلاف المرات ولكننا لم ولن نهزم، ولكن أين أنتم يا مصريون؟ لماذا تغلقون معبر رفح؟ ألم يكفكم أننا نحميكم؟".

وأوضح أنه في وسط الحصار والدمار والتخريب وقلة الموارد كانت زيارة الوفد للجامعة الإسلامية، والتي يطلقون عليها عروس غزة، والتي تعد مثالاً عظيمًا على إرادة الشعب الفلسطيني، وقال: "ملأت الجامعة أفئدتنا بالأمل والانبهار، كونها نموذجًا للتفوق والعلم وعدم الاستسلام لانهيارات أو كوارث أو أزمات، حيث أصر المسئولون والأهالي على إعادة تأسيسها وتطويرها، ويلفت نظرك أهمية العلم عند هؤلاء المحاصرين عندما تعرف أن قطاع غزة نادرًا ما تجد فيه أميًّا واحدًا".

زراعة المغتصبات

انتقلنا إلى الدكتور حازم فاروق الذي قال: "رأيت أرضًا محررةً وشعرت أني إنسان حر تطأ قدماه أرض العزة المحررة في زمن الضعف والهوان والانبطاح"، مؤكدًا أن رؤيته لشباب فقدوا أطرافهم ويتحدثون ويتعاملون بطريقة طبيعية، أشعرته وكأنهم مرضى قابلوا الأصحاء.

وأضاف: "رأيت خلال تجولنا بالمجلس التشريعي الفلسطيني المهدم أسياخ الحديد بارزة من المبنى كأنها تشير لعلامة التوحيد وسيوف النصر تلمع فوق رءوسنا تذكرنا بفرض الجهاد الذي ضيَّعته الأمة".

غربة وطن

ويضيف النائب يسري بيومي: "عندما دخلت غزة أحسست بغربة لافتقاد وطن أسير الظلم والفساد، وتأكدت أننا كمصريين نفتقد الوطن ونحس بالغربة والوحدة، عندما رأيت كيف أن أهل غزة أصحاب وطن يقدمون الغالي والنفيس من أجله".

وأضاف: "نشكر أهل غزة الذين أشعلوا فينا روح الإنسانية والمقاومة والصمود وحملونا مسئولية كبيرة ندعو الله أن نحملها بحق"، مشيرًا إلى أنه عندما التقى ذوي الأسرى قال لهم: أنتم الأحرار ونحن الأسرى وما نراه من صدق حديثكم أحرجنا وأصغرنا أمام أنفسنا"، مشددًا على أن أهل غزة يعقدون الآمال على مصر لاستمرار فتح معبر رفح، وأن تلي قافلة النواب قوافل إغاثية تجسد البطولات المصرية والعربية في تحرير الأراضي المحتلة.

صحابة هذا الزمن

"ما رأيت إلا صحابة هذا الزمن".. بهذه الكلمات بدأ الدكتور جمال قرني "عضو الكتلة" حديثه، قائلاً: "ما أن وطأت قدماي أرض غزة إلا وذرفت دموعي في شعور لا أملكه، منبهرًا أني على أرض الرباط، وفوجئت بوجوه من نور تستقبلنا انتصرت فيهم العزيمة وقوة الإرادة، حيث رأيت رجالاً وكأني أرى الصحابة في قمم عالية شامخة تستقبل الآلام والحصار بالابتسامة والإرادة صابرة محتسبة، بالثقة واليقين في نصر الله عز وجل".

وأضاف: "رأيت مرأى العين قول الله عز وجل: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)﴾ (آل عمران) يتحقق أمامي، وتابع: "حينما قابلت رئيس الوزراء إسماعيل هنية رأيته رجلاً وكأنه ملك يتحرك على الأرض، كله أمل ويقين في نصر الله، ووجدت من حوله وزراء وغير وزراء يحبونه ورأيت البساطة في المجلس التشريعي الفلسطيني المهدم في مكان شبه عراء؛ لكن النفوس التي تجلس نفوس رجال بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ".

وأشار إلى أن البرنامج داخل غزة كان مشحونًا، حيث عرضوا للوفد مسرحية جسدت جهاد المقاومة، ملأت قلوب الوفد بالإيمان وشحذت هممهم شوقًا للشهادة والتضحية، موضحًا أن الدكتور أحمد بحر نائب رئيس المجلس التشريعي رافقهم إلى وزارة العدل؛ حيث عرضوا عليهم إدارة متكاملة بالوزارة تقوم بتوثيق الجرائم الصهيونية التي وصلت إلى 1500 جريمة بالصوت والصورة لعرضها على المحاكم الدولية.

وقال إن هنية أكد لهم خلال اللقاء أنه يعشق أرض وأهل الشقيقة مصر، وأنه يتمنى من شعبها المزيد والمزيد من قوافل الإغاثة، وألا تتوقف القوافل حتى يعينوا إخوانهم في غزة، وألا يتوقف التضامن السياسي الشعبي والعربي لكسر الحصار.

السجود

وتناول الدكتور فريد إسماعيل أطراف الحديث، قائلاً: "بعد أن دخلت أرض غزة سجدت شكرًا لله أن يسَّر الله لنا الانتصار على الخنوع والهوان؛ حيث كان حلمًا كبيرًا لا يتوقع أحد تحقيقه، فكنا نتوقع رفض الجانب المصري عبورنا لغزة؛ ولكن عندما وافقوا وجدنا غزة أمامنا فابتسمنا وامتزجت دموع الفرح والحزن في آن واحد".

وواصل كلامه قائلاً: "شهدنا أرض غزة مباركة جميلة، ليس لها مثيل، أرض رباط وجهاد وصمود وعزة وكرامة"، مؤكدًا أن كل شيء على أرض غزة يعطي درسًا للعالم كله؛ "حيث رأينا الطفل الصغير الشامخ شموخ الجبال، والمرأة التي فقدت زوجها وعائلتها تتحدث بفخر وعزة، ووجدنا والدًا مشلولة أطرافه وأمراضه عديدة، إلا أنه يقول بتحدٍّ: لو استشهد أولادي الستة عشر فدماؤهم رخيصة جدًّا في سبيل الله، وتحرير الأرض الغالية".

وأضاف: صمود أهل غزة أثبت للأمة والعرب أنهم الخط المنيع المدافع عنهم جميعًا، ولذلك فهي تُحاصَر وتُخنق من أجل إجبارها على الاستسلام والانبطاح، مثلما انبطحت الأنظمة وارتمت في أحضان الأعداء".

شعب يبني

وأضاف عبد الله عليوة أنه لم يتخيل أنه سيذهب إلى غزة بسبب المضايقات الأمنية التي لحقت بالشاحنات الإغاثة، وملاحقاتها وترويعها السائقين وطواقم الإعلام المرافقة للشاحنة، "لكننا انتصرنا على كل هذه الضغوط ودخلنا أرض غزة؛ حيث قُوبلنا بحفاوة بالغة من جميع شرائح الشعب الفلسطيني".

وأشار إلى أنه رأى شباب فلسطين يقومون بتدوير المباني المهدمة من قِبل آلة الحرب الصهيونية بفصل الرمل عن الإسمنت عن الحديد عن الخشب؛ لإمكانية استخدام تلك المواد في البناء مرة أخرى، وزرعوا الأماكن التي دُمرت بثمار مختلفة.

استقلال المعابر

وشدد النائب حمدين صباحي على أن انتصار النواب في دخول غزة أثبت أن وجود نواب المعارضة في مجلس الشعب ليس ديكورًا للحفاظ على ديكتاتورية الحكم الفردي، مؤكدًا أن انتصار الوفد ساهم في ردود الفعل الكبيرة، وبعث برسالة سياسية داعمة لقطاع غزة على مستوى العالم.

وقال: "سأعود المرة المقبلة إن شاء الله، ولكن إلى القدس بعد تحريرها"، مضيفًا أن غزة ستبقى معجزة لزمن طويل؛ لأنها تحمل أنغام الصمود، وكلامًا لا ينجب سوى الشجعان.

وقال النائب سعد عبود: إنه شعر بالزهو والفخر بتحقيق حلم الوصول إلى غزة، وكسر الحصار الأمني، وكل حصار يرغب في تعجيز المصريين عن أداء رسالتهم، موضحًا أنه تجوّل في أحياء غزة، وشاهد حجم الدمار الهائل في البنية التحتية، وما يعكسه ذلك من روح المقاومة.

ويحكي: "عندما تقابلنا مع المسئولين الذين يديرون القطاع سواء في المجلس التشريعي أو رئاسة الوزراء، وكذلك مع أهالي غزة لمسنا روح المقاومة والثبات، رغم الدمار الهائل وإصابة الأطفال والسيدات والشباب.

سلاح الإعلام

ويقول محمد غريب صحفي بجريدة (المصري اليوم): كانت رغبتي في العبور لغزة من باب الفضول الصحفي للاطلاع على ما يحدث في القطاع؛ لكي أتعامل مع الموضوع بمهنية، مؤكدًا أن شهادات أهالي الأسرى أبكته وأثَّرت فيه كثيرًا، مشيرًا إلى أن غزة مادة مهنية مغرية لأي صحفي.

ووصف أحمد جلال عيسى رئيس القسم البرلماني بجريدة (الأهرام) غزة ببيته، قائلاً: لم أكن أتخيل أن أهالي غزة يحبوننا إلى هذا الحد، ولم نجد منهم ذرة كره أو حتى خصومة لنا، فشعبهم طيب جدًّا.

وأضاف محمد أبو زيد صحفي بجريدة (الشروق): أرض غزة أرض شهادة وفداء ودماء باسلة؛ لكن أبرز ما لمحته أني لم أجد أي عوامل تدعو إلى اللهو في قطاع غزة؛ حيث تنتشر الأماكن الهادفة، والتي تحفظ المجتمع من الانحراف، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني يفرِّق كثيرًا بين الحكومة المصرية وشعبها، ويلتمسون لهم آلاف الأعذار، ويعتبرون الشعب المصري مغلوبًا على أمره.

No comments: