زوار فرصة أخيرة الكرام المدونة تخترق من جانب صهاينة هكرز وينشر بها بوستات منافيه للاخلاق والقيم وتحاول الادارة شراء دومين لحماية الموقع وحسبنا الله ونعم الوكيل
إن كلماتنا ستبقى ميتة أعراسا من الشموع ، لا حراك فيها جامدة ، حتى إذا متنا من أجلها أنتفضت حية وعاشت بين الأحياء ، كل كلمة عاشت كانت قد اقتادت قلب إنسان حي ، فعاشت بين الأحياء ، والأحياء لا يتبنون الأموات ... همتي همة الأسود ونفسي : نفس حره ترى المذلة كفرا

2009/09/17

رمضان في حياة الصائمين.. بصمات مؤثرة

- "يبعث المرء على ما مات عليه" حديث أفاقني
- مشهد أختي بصحبة شاب سبب توبتي
- وفاة صديقتي في رمضان أيقظني من الغفلة

"كنت واحدة تانية غير دلوقتي"، "كنت واحد تاني غير اللي يتحدث الآن" كلمات همس بها أناس؛ عبروا فيها عن ضيفٍ عزيزٍ جاء لزيارتهم ثلاثين يومًا متصلة، ثم انصرف، بعد أن غيَّر مجرى حياتهم حتى باتت تشرق بلونٍ جديد؛ ومذاق آخر هو لون الإيمان ومذاق الطاعة

(أبحر في نفوس الصائمين مستوقفًا نقاط التغيير والانطلاق التي غمرتهم في رمضان وصنعت منهم أشخاصًا آخرين بعده.
بدايتنا كانت مع هايدي (20 عامًا) فتقول: "ظللت أقضي رمضان طيلة سنوات كباقي أيام السنة، أستيقظُ قبل صلاة العصر بدقائق لأداء صلاة الظهر والصبح، وما إن أُسلم إلا أجد المؤذن يرفع الأذان لصلاة العصر، وبعد الإفطار أخرج مع أصدقائي وصديقاتي في أحد المولات، وأتأخر كيفما أشاء، نتجول بلا أي هدف، ودائمًا ما كنتُ أنام على الأغاني، وإن انتهت أقلب الشريط على الوجه الآخر، وأُغير الشرائط حتى أستغرق في النوم"

وتضيف: "وكان نومي متقطعًا، وكلما تقلبت كنت أردد مقاطع مختلفة من الأغاني، ودائمًا كان يعارضني أخي الأكبر على حالي هذا، وفي يومٍ دخل عليّ أخي وأنا نائمة وكنا في رمضان وأغلق الكاسيت فصرختُ فيه ألا يتدخل في أموري، فقال لي: "أشغلك قرآن بس بلاش أغاني"، ثم قال لي "يبعث المرء على ما مات عليه" لو متِ وأنتِ بتقولي بحبك ودايبة فيك هتبقي مبسوطة؟!"، وتركني وذهب.
وتواصل: "وعلى الرغم من أنه كثيرًا ما كان ينصحني إلا أن يومها الكلمات كانت قويةً، وفعلاً أصابتني بقشعريرة هزَّتني، وانهمرتُ في بكاءٍ عميق، ومن وقتها وأنا أقاوم ألا أسمع الأغاني، وكلما راودتني نفسي أن أعود إليها دعوتُ الله أن يعينني، فضلاً عن حرصي على الصلاة في وقتها، والمداومة على فعل الخير"

الموضة

حلمي (مهندس معماري 26 عامًا) يقول: "كنت لا أعصي الله بمعاصٍ ظاهرة وكبيرة وفواحش، ولكن كنتُ بلا هدف تائهًا مثلما يفعل الناس أفعل، أصوم لأن الناس تصوم، أصلي لأن الناس تصلي، وأفطر سويًّا مع أصدقائي ثم نذهب إلى صلاة التراويح، وكنا نُسمي صلاة التراويح (موضة السنة دي صلاة التراويح)، فبعد الصلاة كنا نذهب للجلوس على المقهى ومشاهدة مباريات كرة القدم وغيرها، إلى أن ذهبنا يومًا كعادتنا إلى صلاة التراويح، وصلينا إلى أن كنا في الركعة الأخيرة".
ويواصل: "سمعنا وقتها ضجيجًا وأناسًا يصرخون ويبكون، حتى إن الإمام صوته في الميكروفون يهتز ويصمت دقائق ثم يعاود، وأسرع في هذه الركعة وانتهى منها، ونحن لا ندري ماذا يحدث، وظللنا على هذا الحال دقائق، إلى أن سمعنا صوت الإمام وبصوتٍ متقطعٍ ممتزج ببكاء مكتوم ومحاولاً لالتقاط أنفاسه قال: أدعو لأخيكم محمد فقد كان يصلي معنا هنا في الصف الثالث وسقط ميتًا، وكان مداومًا على الصلاة من أول يوم، ادعوا له أن يثبته الله عند سؤال الملكين، ادعوا الله له أن يكون مَن نزع روحه ملائكة بيض الوجوه بيض الثياب، وأن يتقبل منه عمله خالصًا لوجه الكريم، وانفجر المسجد في البكاء، وأُصبت أنا بحالة ذهول وسألت نفسي هل عملي هذا خالص لوجه الله أم أنها الموضة؟، ومن وقتها ارتميتُ عند باب الله، وسألته الغفران، وكلما شعرتُ بحنينٍ إلى الماضي وشلة الماضي وخروجات الماضي سألت الله أن يعينني على الثبات"

أمل تحقق

وتقول داليا (26 عامًا): "كنت قبل رمضان إنسانة عادية جدًّا، أؤدي الصلاة بشكلٍ عادي وأقرأ القرآن بشكلٍ عادي أيضًا، وكل حياتي كانت روتينية للغاية، إلى أن جاء رمضان لعام 2004م، حتى شعرتُ بتغير رهيب، فأحسستُ بوقع الآيات عليَّ ولم أكن أشعر بها من قبل وأحسستُ بمعناها جميعًا، ووجدتُ نفسي أنخرطُ في بكاءٍ عميقٍ من أول ما يقول الإمام الله أكبر إلى أن يفرغ من الصلاة، ولبستُ العباءة وقتها ولم أخلعها بعد رمضان، ودعوت الله كثيرًا في أشياء عدة كنتُ في حاجة إليها أبرزها أن يرزقني بعمرة وزوج صالح، وبالفعل لم يأتِ رمضان الذي يليه حتى كنتُ متزوجةً وحاملاً، وذهبت إلى العمرة أنا وزوجي"

كما تدين تدان

ووصف علاء (مدرس ثانوي) شهر رمضان بشهر التطهير وإزالة الخبث، قائلاً: "كنت طوال عمرى غير مبالٍ بالفرص العظيمة التي تأتي على حين غرة وتنتهي أشد سرعة، وكانت حياتي عليلة بانتهاك حرمات الله، وفي أحد أيام شهر رمضان وقبيل أذان المغرب أثناء وقوفي مع رفقة سوء على إحدى نواصي منطقتي لاعتراض الفتيات ومعاكستهن حضر لي شاب خلوق منير الوجه حسن المنطق ويشهد له الجميع بالخير يدعى (خالد) فصافح الجميع وبدأ يسأل عن أحوالنا وشئوننا الأمر الذي لم يرق للشلة التي انصرفت قائلين: (بدأت الدروشة حيعملنا فيها عم الشيخ)، وبقيت أمام يديه منصتًا وعندما مللت أجبته مشوحًا بيدي في وجهه (أنت اللي هتعلمني الفرق بين الخير والشر، وانصرفت).
وجاء أول أيام الشهر الكريم يحمل إلى علاء مشهدًا صدمه بشدة، حين رأى إحدى أخواته تقف بصحبة شاب تسترسل معه بحديث ساخر، حينها تذكر نصح الشاب خالد "كما تدين تدان"، ويقول: "استيقظت من غفلتي وأسرعت نحوها، وفي منزل والدي أعلنت توبتي وأكملت مع أخواتي وزوجتي الشهر الكريم تائبين وأصبح شعار حياتنا (لن يسبقنا إلى الله أحد)

الدنيا اختبار

وقالت سارة (بكالوريوس علوم): "رمضان بالنسبة لي كان مسلسلات وفوازير ونومًا ومشاحنات طوال اليوم مع إخوتي الصغار وعقوق والدي، فضلاً عن أن حياتي لم تكن لها هدف من الأصل، وكنت أسير بلا غاية، فكنت دائمًا أتحسس ما يقوم به أقراني للحصول على بسمات ومعاكسات الشباب بهدف الصداقة والحديث إلى جانب غيرتي من زميلاتي اللاتي احتكرن المعاكسات لجمالهن".
وأضافت: "وفي رمضان قبل الماضي توفيت صديقتي الوحيدة أمام عيني إثر حادث سيارة صدمتها أثناء تخطي الطريق للالتقاء بشاب، ذهلت لبشاعة المشهد الذي لا يوصف وكدت أفقد الوعي، فقمت بالصراخ حتى قدمت سيارة الإسعاف وحملت صديقتي وفر الشاب أمام عيني دون غضب ولهفة وليس كما كان يعدها بحمايتها طوال الحياة وأنه لن يستطيع العيش بدونها".
وبعد الحادث الأليم أغلقت سارة باب غرفتها لشهور طويلة تبكي ولا يمس الطعام فمها إلا بإلحاح والدتها، التي صممت ذات يوم على اصطحابها للمقابر لزيارة جدها وجدتها والدعاء لهما، وفي المقابر رددت أسئلة عجيبة: أهكذا الموت يفرق بين الأحباب؟ فأجابت والدتها: الموت يا حبيبتي هو الحقيقة الواحدة وما هذه الدنيا إلا اختبار عظيم للإنسان ونتيجتها بعد الموت.
وواصلت سارة: "فسألت والدتي متعجبة من كون الدنيا اختبارًا عظيمًا، فأجابت: كما تسير أجواء الامتحان الدراسي قبله وأثناءه وعقبه، فالدنيا اختبار لا يعلم أحد زمنه، يقدم فيه المراقب ورقة الإجابة للطلاب، فمنهم من يجد طيلة وقت امتحانه ويجتهد في الإجابة دون تضييع وقت، بينما يتوانى الآخرون عن الإجابة أملاً في طيلة زمن الاختبار ويظل لاهيًا وعند إقدام المراقب على سحب ورقة الإجابة يبكي ويصرخ نادمًا على ما أضاعه، بينما يسعد المجتهد الذي ما أضاع وقته إلا في طاعة الله، وكانت هذه الكلمات المؤثرة بداية طريق الإياب إلى المولى جل وعلا"

القدوة

أما مروة (طالبة بالسنة النهائية بكلية التربية) فتقول: "جهود الدعاة في الشهر الكريم من السعي الحثيث لإيقاظ الإيمان المخدر وإزالة الغبار والصدأ الجاثم على القلوب والعقول هي أحد العوامل التي ساعدتني على التغيير، حيث إني نشأت في أسرة غير ملتزمة لا تصلى وحديثها الدائم عن المنكرات وكل باطل تشمئز منه النفوس فكنت كثيرًا ما أفكر لماذا رمضان؟ ولماذا العبادات؟ ولماذا هذه الدنيا والهدف من خلقتنا؟ وكنت متخبطة كثيرًا ولدي شبهات تراودني وتزداد يومًا بعد يوم".
وتكمل: "ظللت هكذا حتى أول يوم في العشر الأواخر من شهر رمضان الماضي، وفجأة التقت بي الدكتورة خديجة أستاذة تدرس لي بكليتي وهي ملتزمة وخلوقة أثناء اتجاهها نحو أحد المساجد، وكنت وقتها مرتدية حجاب لا يرضي أحدًا والأصباغ تملأ وجهي وبنطال وبادي ضيق يشف ويصف غير مبالية بالشهر الكريم فاستحييت بشدة حيث كانت هذه الدكتورة لها في قلبي منزلة كبيرة لا يعلمها إلا الله.
ومن الواضح أن هذه الأستاذة ذات منزلة كبيرة لديها، حيث تقول مروة أنها كانت أثناء محاضراتها بالجامعة تشعر أن وجه الدكتورة يشع نورًا وابتسامتها تضيء للدنيا طريق الخير، بالإضافة إلى أنها كانت دائمة النصح لها على الرغم من توجيه الحديث لجميع الطلاب والطالبات حتى أنها تمنت يومًا أن تكون أختها أو حتى والدتها فهي قدوة ومثال يحتذى.
وتكمل مروة: "وفي الموقف السابق أمام المسجد لم توبخني بسبب ملابسي ودعتني للمسجد للاعتكاف، حاولت الاعتذار لكن لطفها وحنان حديثها اخجلني فذهبت في يدها وسرت معها دون وعي تدرجت مصعد المسجد نحو مصلى النساء في خوف ورهبة دعتني الدكتورة للدخول بالقدم اليمنى وذكر دعاء دخول المسجد ووسط المسجد تلصصت عينى على من في المسجد فوجدت فتيات في مثل عمري قادمات يصافحن الدكتورة وفوجئت بمصافحتهن وأحضانهن التي تمنيت أن لا تنخلع أبدًا عني كأني خرجت من عباءة الظلام إلى النور وأحسست براحة لم يسبق لي أن شعرتها وقضينا يومًا رائعًا في المسجد وكانت بداية إجابات على أسئلة أقلقت منامي وأرقت حياتي وكنت بدون هذه الحياة، التي غايتها إرضاء الله وحلاوتها الصحبة الصالحة، بدون روح (أحيا حياة الأموات)"

بركة الإخوان

ويحكي بلال (طبيب امتياز) قصة تغييره في رمضان قائلاً: "كنت طالبًا لا يحب أحد من زملائي مخالطتي حيث كنت دائم السؤال والتطفل واستفزاز الآخرين، وكان غاية استمتاعي في غرفتي الخاصة أمام كتبي وحاسبي، وأثناء الشهر الكريم في بداية الفرقة الثانية لي بكلية الطب دعاني مجموعة من الطلاب الزملاء إلى إفطار كبير يضم غالبية طلاب كليات الطب بأحد المساجد، كنت مترددًا لكن وجدت شيئًا يدفعني لتلبية الدعوة".
ويضيف: "وعند وصولي إلى المسجد وجدت فريقًا من الشباب يرتدون وشاحات تحمل شعار (جماعة الإخوان المسلمين) ذوي الوجوه المضيئة والبسمات الربانية، استقبلوني استقبالاً حارًّا وأجلسوني مع طلاب فرقتي الدراسية وكان يشرف على مجموعتنا الدكتور محمد عبد العال طبيب بشري دعانا للتعارف وأثناء دوري في تعريف نفسي أنصت الجميع حيث وجدت منهم ترحيبًا شديدًا وكان هذا بداية خجلي من الصورة الذهنية المتكونة عن هؤلاء فخاطبت نفسي انتظر الحكم ليس الآن".
ويستطرد: "وأثناء خاطرة الدكتور عبد العال لفريقنا قائلاً: أخلفنا الله عز وجل رسلاً لرسول الله لتعبيد الدنيا للخالق، فقاطعته قائلاً: ليس هناك أحد مثل رسول الله ولن يعود زمن الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان جدالي بهدف استفزازه لقياس مدى صبر هؤلاء واحترامهم لغيرهم ممن يخالفوهم الرأي، وبدأ الدكتور تصحيح ما كنت أجهله وأعرفه وزادت مقاطعتي واستفزازي لحديثه وحديث الزملاء بالفريق، لم ألق من أحدهم توبيخًا بل كانت الحكمة والرقة شيمة هؤلاء فبدأت من خلال الصحبة الصالحة اختيار طريق الحق وعقب يوم الإفطار دعاني الدكتور لاصطحابه وكانت بداية معرفتي بالحياة الحقيقية"

لذة الطاعة

وتقول دينا (مهندسة ديكور 24 عامًا): "دائمًا ما كنت أقضي رمضان بشكل عجيب جدًّا، كنا في الكلية شلة بنات وولاد أصحاب مميزين على مستوى الكلية فكنا كثيرًا ما نفطر سويًا، ونذهب سويًا إلى صلاة التراويح، كنا نذكر بعض بعدم سماع الأغاني وبضرورة تلاوة القرآن والإقبال على الله، وكنا نحن البنات كثيرًا ما نتحدث بين ركعات التراويح حول أولاد شلتنا ومن جاء ومن تغيب ولماذا تغيب؟".
وتضيف أنها كانت مداومة على صلاة التراويح كالعادة، حتي جاءت خاطرة أحد الشيوخ في رمضان الماضي عندما تحدث عن حلاوة الإيمان ولذة الطاعة، وهو الأمر الذي كانت تفتقده تمامًا على الرغم من حرصها على الصلاة، واجتهدت حتي يتحقق لها المعنى، إلى أن ركبت سيارة أدار سائقها شريط يتحدث عن "المحرومون من رمضان" وهم من يقومون بالطاعات ولكن قلوبهم مشغولة بغير الله، فلا يشعرون بلذة الطاعة.
وتقول: "فانهمرت في بكاء عميق وعرفت وقتها لماذا لا أشعر بهذه اللذة، لأن قلبي مشغول بكثير غير الله من أولاد الشلة والأغاني وغيرها، ومن وقتها قاطعت تلك الصحبة وعلمت أن "صحوبيتنا" وإن كان في ظاهرها الأخوة فهي في قلوبنا غير ذلك تمامًا".

No comments: