زوار فرصة أخيرة الكرام المدونة تخترق من جانب صهاينة هكرز وينشر بها بوستات منافيه للاخلاق والقيم وتحاول الادارة شراء دومين لحماية الموقع وحسبنا الله ونعم الوكيل
إن كلماتنا ستبقى ميتة أعراسا من الشموع ، لا حراك فيها جامدة ، حتى إذا متنا من أجلها أنتفضت حية وعاشت بين الأحياء ، كل كلمة عاشت كانت قد اقتادت قلب إنسان حي ، فعاشت بين الأحياء ، والأحياء لا يتبنون الأموات ... همتي همة الأسود ونفسي : نفس حره ترى المذلة كفرا

2009/09/15

رسالة ماجستير تطالب بتعميم القيم التربوية في القرآن

كتب- أسامة جابر:
أكدت رسالة ماجستير بعنوان "المعارف والقيم التربوية في القرآن الكريم" أن التمسك بالقيم التربوية والروحية الموجودة في القرآن الكريم له أثر كبير في بناء الشخصية المسلمة، ومن ثَمَّ خروج المجتمع الإسلامي من كبوته نحو بناء الأمة الإسلامية ونهضتها.

وأشارت الدراسة التي قدمتها الباحثة تغريد عبد الله الجوهري المعيدة بقسم التفسير وعلوم القرآن بكلية الدراسات الإسلامية للبنات إلى أن ثمار القيم الإيمانية؛ ردَّ قاطع على مَن يخوضون في الأمور بغير علم فيدعون أن أسلوب الدين الإسلامي في زرع الخوف من الله، ومن الحساب في الآخرة يتعارض مع بناء الشخصية الحرة النامية المستقلة، بينما هي عامل رئيسي في صياغة ربانية تمس نفس الإنسان في كلِّ موطنٍ من مواطنها، وتهز كل وترٍ من أوتارها؛ مما يترتب عليه انخراط الإنسان بكل كيانه وطاقاته في رفع البناء الذي أمره الله برفعه.

وأوضحت الباحثة التي حصلت على درجة الماجستير بتقدير "ممتاز" أن الإسلام يعتمد في بنائه للأمة على أفراد أقوياء النفوس ممتلئين بالعزم والقدرة على الثبات، وأن الإنسان هو الأساس في ذلك التغيير، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ (الرعد: من الآية 11)، وقالت: "سنة البناء والتغيير تمر من خلال جهد البشر وتفاعلاتهم، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" يعرض صورة المجتمع الإسلامي في غاية التضامن والترابط والتساند، حتى كأنهم كالجسد الواحد الذي يتأثر مجموعه بتأثر أي عضوٍ فيه".

وأضافت: "حتى لا يصيب التخلخل ذلك البنيان المتين، فلا بد من توافر جهاز دقيق يحرسه داخل كل فرد مسلم، وهو جهاز المحاسبة للنفس"، مشيرةً إلى أن هناك 3 أنواع للنفس، أولها: النفس اللوامة التي أقسم بها الله عز وجل لعلوها وعظم شأنها، ولضرورتها في استمرار الحياة سليمةً، وأنه إذا ما خلصت النفس من العلل والأمراض، فإن أفراد المجتمع يكونون متعاونين على البر والتقوى، يجلبون المصالح والمنافع والخيرات للمجتمع في حركته نحو تحقيق أهدافه.

وتابعت: "إن المجتمع المسلم لا يتألف من أفراد متقوقعين على أنفسهم، مستغرقين في ذواتهم؛ لأنهم يدركون أن ذلك يتنافى مع الغاية من الوجود التي لا تتحقق بغير التعاون واستشعار الأخوة؛ حيث حدد الإسلام العلاقات بين أفراد المجتمع، وأرسى قواعدها بإحكام، بحيث تؤدي إلى أمن المجتمع واستقراره وطمأنينته".

وأكدت أن كل الآداب والأخلاق والتشريعات التي جاءت في القرآن الكريم ذات صبغة اجتماعية واضحة، وأن الهدفَ منها تنظيم الحياة في المجتمع الإسلامي على أساس مبادئ العدل والمساواة والحق التي جاء بها الإسلام، وأن مجتمعًا تسري في أوصاله مثل تلك القيم، لا يمكن أن يتسرب إليه الوهن والاختلال".

وشددت في رسالة الماجستير على أن المنهج التربوي الإسلامي كيان مترابط الأجزاء، تتشابك فيه العقيدة مع العبادات، والعبادات مع الأخلاق؛ حيث تكون البداية بـ"الإنسان المسلم"، الذي يكوِّن "المجتمع الإسلامي الفاضل"، ضاربة المثل بصلاة الجماعة التي تعتبر إحدى الوسائل التي يجسد بها المسلم قيمة العبودية لله عز وجل، والتي يجتمع فيها المسلمون جميعًا على طاعةٍ واحدة، والزكاة التي هي عبادة اجتماعية في دعم بنيان المجتمع الاجتماعي والاقتصادي، من خلال معاني المحبة والتكافل التي تشيعها بين الأغنياء والفقراء، وقس على ذلك بقية الفرائض.

واستطردت: "إذا كان نظام القيم الإسلامي له ذلك الأثر العظيم في بناء الشخصية والمجتمع، فمن الطبيعي أن يكون له أثره في البناء الحضاري الشامل، وأساس ذلك النظام القيمي الإسلامي يستأصل نزعات الشر من النفوس، المتمثلة في الظلم والجبروت والتسلط على رقاب الناس والسعي إلى استعبادهم وإذلالهم لإشباع النزوات الفردية المريضة".

وحذَّرت الرسالة من شروخ القيم المادية التي أحدثتها أمراض النفس في الكيان الاجتماعي، مؤكدًا أن أثرها لن يظل محصورًا في نطاق معين، بل إنها لتبتلع كل العناصر والمقومات التي تقوم عليها الحضارة، مشددةً على أن عقلاء الغرب قد أجمعوا على أن العامل المادي هو الرئيسي في فناء الحضارات.

واختتمت الرسالة بقولها: "المجتمع الإسلامي والحضارة الإسلامية، لا يزالان قائمين ما دامت قيم الإسلام سائدة، وكلما ضعفت وتلاشت كان ذلك إيذانًا بالانحلال وانفكاك "عرى" المجتمع والحضارة"، مشيرةً إلى أن النظام القيمي الإسلامي يمكن إجماله في كلمةٍ واحدةٍ تعبر عن معانيه وتجسد غايته، وأن لحظات الصعود في التاريخ الإسلامي الطويل تبدأ مع ساعات الإحساس الكامل بهذه العبودية لله، وتحولها إلى حركة كاملة، تحكم الفرد المسلم والمجتمع المسلم، وإن حالات الهبوط فيه كانت تتزامن مع فقد هذا الإحساس الإيمان الراقي.

ترأس لجنة المناقشة د. عبد الحي الفرماوي أستاذ التفسير بكلية الدراسات الإسلامية للبنات (مناقشًا ورئيسًا) للرسالة، بالإضافة إلى الدكتورة مهجة غالب عبد الرحمن رئيس القسم بكلية الدراسات الإسلامية للبنات (مناقشًا)، والدكتورة عزة أحمد عبد الرحمن أستاذ مساعد التفسير وعلوم القرآن بالكلية (مشرفًا)، والدكتورة هناء محمد أبو طالب مدرس التفسير وعلوم القرآن (مشرفًا مشاركًا).

No comments: