زوار فرصة أخيرة الكرام المدونة تخترق من جانب صهاينة هكرز وينشر بها بوستات منافيه للاخلاق والقيم وتحاول الادارة شراء دومين لحماية الموقع وحسبنا الله ونعم الوكيل
إن كلماتنا ستبقى ميتة أعراسا من الشموع ، لا حراك فيها جامدة ، حتى إذا متنا من أجلها أنتفضت حية وعاشت بين الأحياء ، كل كلمة عاشت كانت قد اقتادت قلب إنسان حي ، فعاشت بين الأحياء ، والأحياء لا يتبنون الأموات ... همتي همة الأسود ونفسي : نفس حره ترى المذلة كفرا

2009/09/30

الأول في مسابقة القرآن العالمية يكشف سر تفوقه

في المسابقة العالمية للقرآن

- أمي هي كلمة السر في حفظي لكتاب الله
- سلة رمضان أعادت هيكلة حياتنا في الشهر الفضيل
- رمضان فرصة مثالية لاغتنام الكنز الرباني الثمين


كتب- أسامة جابر:

الابن الأكبر لأبيه بار بوالديه رقيق الحس تسعد عندما تسمع صوته الهادئ العذب، خلال حديثه معك يجعلك تتمنى ألا تفارقه يترنم بالقرآن الكريم بخشوعٍ ورقةٍ في كافة أوقاته حافظٌ لكتاب الله تعالى بالقراءات السبع، وحاصل على إجازاتها، متفوقٌ في دراسته، خلوقٌ مع أقرانه وأحبابه، ومشهودٌ له برهافةِ الحسِّ والإنصات الشديد لكلِّ مَن يحدثه، يُحب الجميع محادثته لحفظه كتاب الله تعالى، ولسهولة منطقه ولين قوله ونصحه الطيب، مرشدًا بالحكمة والموعظة الحسنة، يلجأ إليه مَن حوله لاستشارته في الأحكام الشرعية وحتى الأمور الحياتية فيجيبهم بما يُسهل عليهم دون إفراط أو تفريط.

هذا هو محمد حسن إبراهيم عليان، الحاصل على ليسانس أصول الدين بجامعة الأزهر هذا العام بتقدير (جيد جدًّا مع مرتية الشرف) من مواليد قرية الشبانات مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، تاريخ مولده 1/1/1988م، وهو أيضًا الفائز بالمركز الأول في المسابقة العالمية للقرآن الكريم التي نظَّمتها وزارة الأوقاف المصرية بمشاركة متسابقين من أكثر من مائة دولة، وقد كرَّمه رئيس الجمهورية ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، التقينا به في هذا الحوار:

* ما سر تفوقك في القرآن الكريم؟!
** القرآن الكريم شيء أساسي في حياتي أنا وأسرتي، فأنا لي ثلاث أشقاء هم أحمد في الصف الثالث بكلية أصول الدين، وقد حصل على تقدير (جيد جدًّا) العام الماضي، وحصل على المركز الثاني في مسابقة القرآن الكريم بالمغرب، وإسراء في الصف الأول الثانوي وتحفظ كتاب الله كاملاً، وعبد الله في الصف الأول الثانوي ويحفظ أيضًا كتاب الله تعالى.

أما الوالد فهو حسن إبراهيم عليان موظف إداري بمدرسة أبو الأخضر الابتدائية، وهو تاجر صوف وبطاطين، أما الوالدة التي هي سر تفوقنا وحفظنا لكتاب الله فاسمها ثناء عبد المنعم سليم ربة منزل وتحفظ كتاب الله تعالى وداعية إسلامية بمساجد قريتنا والقرى المجاورة، ولها نشاط نسائي كبير، وتشارك العديد من الجمعيات الخيرية في أنشطتها الدعوية والمسابقات القرآنية وتحفيظ كتاب الله تعالى للمراحل المبكرة.

* متى بدأت رحلتك مع القرآن الكريم؟!

** حفظت كتاب الله وعمري عشر سنوات على يد الشيخ علي سالم بكتاب قرية الشبانات، وفي السنة الثالثة عشرة من عمري حصلتُ على إجازة تجويد على يد الشيخ عبد الرحمن حبيب، ثم إجازات القراءات السبع على يديه أيضًا، وقد شاركت في مسابقات عديدة وحصلت على جوائز كثيرة أشهرها مسابقة "عباد الرحمن" التي نظَّمتها القناة الرابعة في التليفزيون المصري، وحصلت على المركز الثاني وجائزة مالية وعمرة رمضانية أديتها برفقة والدي.

وقد تفوقتُ على أقراني في حفظ كتاب الله في سن مبكرة، وتميزت في العديد من المسابقات بفضل الله تعالى أولاً، ثم ثقتي بأن الله عزَّ وجلَّ لا يمد أحدًا من فيض نعمائه إلا بحفظ كتاب الله وتطبيقه سرًّا وعلانيةً، ولم يكن هناك وقت للهو واللعب، فكنت أبدأ الكُتَّاب الساعه 7 صباحًا وأنتهي منه الساعة 3 مساءً، فأذهب للبيت سريعًا لأجد أمي تنتظرني لتحمل الأخرى هم تربيتي ومتابعة حفظي وتفوقي.

نحفظ الآية ونطبقها

* ماذا تقصد بأن أمك كانت تحمل هم متابعة حفظك؟
الشيخ محمد حسن الحاصل على المركز الأول في المسابقة العالمية للقرآن** كانت أمي الحبيبة السبب الأول في هذا الخير الذي أحياه؛ حيث غرستُ لدي أنا وإخوتي منذ الصغر حب القرآن الكريم، وكنا عندما نحفظ آيةً من كتاب الله كانت تصحبنا في تطبيقها، وأذكر أنه في أحد الأيام ونحن صغار حفظنا مع والدتي آيات الصدقات قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)) (سبأ)، (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم (104)) (التوبة)، (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ (272)) (البقرة)، (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ" البقرة (276)) (البقرة)، ثم بينت لنا فضل الصدقات بتفسير الآيات علينا، ثم قامت بصحبتنا للتصدق على الفقراء والمساكين.

* حفظت أنت وإخوانك القرآن الكريم في سن مبكرة.. فهل كانت هناك صعوبة في ذلك؟
** اعلم أن الكثير يشكو من صعوبة حفظ كتاب الله تعالى، لكن بداية الحفظ في الصغر يسهل معه تدارك عوائق الحفظ في الكبر، ولا تشعر بصعابه، وقد علمتنا والدتنا ووالدنا الحفظ بطريقة الربط بين الربع والربع الآخر، والجزء والجزء الآخر؛ حيث نحفظ بدايته ونهايته، ونربط بين أوائل الآيات وآخرها حتى نستطيع التذكر، وكانت أمي تجلس معي لتبين لي معاني القرآن وتفسيره، حتى أفهم الربط بين الآيات والأرباع والأحزاب والأجزاء ليسهل عليَّ حفظه.

وكانت والدتي عندما تتابع معي حفظ جزءٍ من القران الكريم تُذكرني بأن الحفظ ملكة عظيمة يكرم الله بها مَن يخشاه، وتُحذرنا من المعصية التي تمحق ملكة حفظ كتاب الله تعالى، وتدعونا إلى أن الجنة تستحق هذا الجهد والتعب، وكانت والدتي تتيح لنا الألعاب التي نستطيع معها حفظ كتاب الله تعالى.

وأتذكر وأنا في العاشرة من عمري كانت والدتي تجمعنا وأبناء الجمعيات الخيرية وأبناء الجيران وتعقد مسابقةً في تكملة آيات القرآن وأرقامها ضمن آيات السورة وموضعها في القرآن، وكانت منافسة كبيرة بيننا كنا نشعر فيها جميل الترفيه، وكنا نمزح كثيرًا فيما يرضاه الله تعالى، وكانت أمي تمنعنا من اللعب في الطرقات، وتُقوِّمنا أولاً بأول، وتتابع تحركاتنا؛ حيث ربتني أمي على حسن القول ولين الذات، فجزاها الله عني كل خير، وبارك لي فيها وجمعني وإياها ووالدي وإخوتي في الفردوس الأعلى برفقة النبيين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.

حقد لتفوقي

* وماذا عن مراحل دراستك وعلاقتك بزملائك؟
** عانيت كثيرًا في المرحلة الإعدادية والثانوية من غيرةِ زملائي وحقدهم؛ بسبب تميزي عليهم في حفظ كتاب الله تعالى، وتفوقي في جميع المواد الأخرى، وأيضا نظرات بعض المعلمين لي كانت غريبة، لا أعرف هل تغبطني أم تحقد علي، وأذكر أن معلمًا أخطأ في قراءةِ آية من كتاب الله وقام بتفسيرها بطريقةٍ خاطئةٍ، فقمتُ وصوبتُ له الآية وتفسيرها وسط حصة القرآن الكريم، إلا أنني وجدتُ بعدها اضطهادًا منه لي، بل كان يضربني كثيرًا وفي أحد أيام وكنتُ في الصف الثاني الثانوي تشاجر أحد زملائي مع تلميذٍ آخر فحاولتُ فضَّ الشجار فشاهدني هذا الأستاذ سامحه الله، فقام بتحويل هذا المشكله كلها ضدي، وأني السبب، واستدعى والدي، وظلَّ يحمل لي طوال سنوات دراستي نظرات غريبة لا أفهمها غفر الله لي وله، لكن في مقابل هذا كنتُ أجد دعمًا كبيرًا من كثيرٍ من الأساتذة الفضلاء الذين تعلمتُ على أيديهم العلوم الكثيرة، وكان منهم الأستاذ عيد عبد الرحمن، وكثيرًا ما كنتُ أتواصل معهم اجتماعيًّا بالتزاور والتهادي في الأعياد والمناسبات.

إمامًا للمتقين

* وماذا عن زملاء الحفظ
** كان بيني وبين أقراني منافسة شديدة في حفظ كتاب الله تعالى وتعلُّم علومه والتزود بكل جديد، وكنا نتسابق أن نقرأ كتابًا جديدًا، وكان زميل عمري السيد عيسى يتمايز عليَّ بضحكاته وصوته الجميل وأنه تقدَّم علي في شيء من العلوم فكنتُ أغضب من نفسي لأن والدتي علمتني أن أكون مصداقًا لقوله تعالى (واجعلنا للمتقين إمامًا) لكني كنتُ أخفي هذه المشاعر، ثم أنافس الجميع في التقدم والتفوق، وكنت أحب لزملائي الخير، وادعمهم بما يُنقصهم.

* ماذا يُمثل لك شهر القرآن؟
** رمضان بالنسبة لي كان فرصة مثالية كبيرة في اغتنام الكنز الرباني الثمين؛ حيث يمثل لنا هذا الشهر الكريم فرصةَ النجاة الوحيده التي قد نلقى الله تعالى بعدها، فكنا نطيع الله فيه بأوسع طاقة لدينا، وكنا نذكر أنفسنا إن أصابنا التعب بأن الشهر الكريم شهر منافسة للحاق بمَن سبقونا من عظام الأمة إلى الجنة، وقد رضي الله عنهم فهم صدقوا في حياتهم، وكنا نقول لأنفسنا لنحرص على اغتنام ثواني ودقائق الشهر، فقد لا يقدر الله تعالى لنا حضوره ولقائه مرة أخرى بعد اليوم، وكنا نمثل شهر رمضان بكنزٍ حقيقي فقد علمتني والدتي ووالدي وأنا صغير أن أعد "سبتًا" أمامي ثم إذا أتى رمضان فعليَّ أن أملأه بالأوراق الصغيرة البيضاء مقدار عقلة الأصبع، والتي تدل كل ورقةٍ عن إصابة عمل خير وطاعة لله، وكنا إذا أخطأنا كنا نخرج ورقة بيضاء من "السبت" فينخفض عدد الأوراق "بالسبت"، وكنت أُصاب بالتعب الشديد والجهد غير المعقول حتى يمتلئ ربعه، وما زال حتى الآن هذا الشهر يمثل لي وكل من حولي كنزًا كبيرًا بفضل الله علينا، وأحمد الله أن أكرمني حضور هذا الشهر الكريم طائعًا، وأدعو الله أن يختم لي حياتي بعمل صالح يرضاه، ويرزقني الفردوس الأعلى.

المركز الأول

* حصلتَ على المركز الأول في المسابقة الدولية للقرآن الكريم.. فماذا يمثل لك هذا الفوز؟
** حصولي على المركز الأول بالمسابقة العالمية للقرآن الكريم فضلٌ من الله، وهو خطوة في طريق طويل ندعو الله أن يرزقنا الصدق والإخلاص، ويوفقنا لما فيه خير الإسلام والمسلمين، وأرى أن هذا المركز إنما يُلقي على كاهلي حملاً عظيمًا وهمًّا أكبر في تبليغ ما تعلمتُ، وما أكرمني الله به من خيرٍ، وأدعو الله أن يثبتني ويجعلني للمتقين مرشدًا وإمامًا ويرزقني المولي بأن أكون سببًا في عودة عز الإسلام وأمجاده الغائبة.

* هل من رسالة توجهها للأمة الإسلامية في هذه الأيام المباركة؟
** رسالتي للأمة الإسلامية في هذه الأيام المباركة كل عام وأنتم بخير، وأن يعيده المولى جل وعلا عليكم باليمن والبركات والسلامة والإسلام، اقتدوا بنبيكم الحبيب صلى الله عليه وسلم حق الاقتداء، ولا تنخلعوا عن هويتكم فبها صلاحكم، وصرح أمتكم واسعوا أن تكونوا من أهل القرآن الكريم لتحصلوا على الدنيا والآخرة معًا كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: "مَن أراد الدنيا فعليه بالقرآن ومَن أراد الآخرة فعليه بالقرآن، ومَن أرادهما معًا فعليه بالقرآن" صدق الحبيب صلى الله عليه وسلم، وأؤكد لكم أن القرآن الكريم وسنة الحبيب مصدر نهضة هذه الأمة وعلوها ورفعتها بين الأمم، مؤكدًا أنه لا بد من الرجوع إلى مصادر قوتنا وتشافينا حتى نعود إلى العزة والقوة التي اصطفانا الله لشغلها

No comments: