زوار فرصة أخيرة الكرام المدونة تخترق من جانب صهاينة هكرز وينشر بها بوستات منافيه للاخلاق والقيم وتحاول الادارة شراء دومين لحماية الموقع وحسبنا الله ونعم الوكيل
إن كلماتنا ستبقى ميتة أعراسا من الشموع ، لا حراك فيها جامدة ، حتى إذا متنا من أجلها أنتفضت حية وعاشت بين الأحياء ، كل كلمة عاشت كانت قد اقتادت قلب إنسان حي ، فعاشت بين الأحياء ، والأحياء لا يتبنون الأموات ... همتي همة الأسود ونفسي : نفس حره ترى المذلة كفرا

2008/10/27

الدراما التركية.. اختراق العقل العربي

- عبد العزيز مخيون: مسئولو الدراما سماسرة؛ هدفهم الربح فقط
- محمود الجندي: القيم الوافدة ضد تقاليد المجتمع العربي المحافظ
- محمد صبحي: ما يتم عرضه تهريج يتسم بالابتذال والانحطاط الفني
- حسام صلاح الدين: أغلب المشاهدين نساء يفتقدن الرومانسية

تحقيق- أسامة جابر
مهند ونور . ويحيى ولميس أسماء ووجوه شغلت مساحات ربما كانت الأكبر من حديث متابعي الشاشة الصغيرة لما يزيد عن ثلاثة أشهر؛ عرضت خلالها محطة (أم بى سى) الفضائية مسلسل نور التركي بـ"دبلجة" سورية، قبل أن يبادر "ماسبيرو" بنقل تلك الدراما التركية إلى قنواته الأرضية ليثير الأسئلة حول فائدة تلك المبادرة وأثرها في قيم المجتمع المصري وفي مستوى الدراما بشكل عام.
بدايةً.. ما سمَّاه البعض "الغزو التركي" كان في مسلسل سنوات الضياع الذي لاقى قبولاً جيدًا من متابعي القنوات الفضائية، إلا أن الانتشار الذي حقَّقه مسلسل نور فتح المجال واسعًا لمناقشة مستواه الفني والقيمي، لا سيما مع تأثيره في المجتمع العربي الذي بدا في حواره ومناقشاته، أو ما سجَّلته دوائر الأحوال المدنية من حالات طلاق وخلافات زوجية والسبب البطلة نور أو حبيبها مهند.
القيم التي يطعن فيها مسلسل نور هي أهم ما شغلنا في معالجة ملفه، والأسئلة التي طرحتها المبادرة المصرية حملت طعونًا في نية منفذيها ورغبتهم في إغراق المشاهِد بمواضيع تبتعد عن واقعه وتُلهيه عن قضاياه الراهنة، في ظل تخبط عربي عام ومصري أخص، لم يكن ينتظر ضربة جديدة موجَّهة من الداخل لخدمة الخارج.


إعلانات

"فتش عن الإعلانات".. هكذا رأى الفنان عبد العزيز مخيون السبب الرئيسي لانتشار الدراما التركية و"غزوها" للشاشة العربية، وقال إن المسئولين عن الدراما في مصر لا يحملون من أهداف عرضها سوى ذلك الهدف المادي الذي جعلهم أشبه بتجار أو سماسرة؛ بغيتهم الربح، بغض النظر عن العامل الفني أو الثقافي، أو حتى المستوى القيمي للمادة المعروضة.
ويتهم مخيون المنتجين والممثلين باللهاث وراء المادة وسيطرة الإعلان التجاري على مقاييسهم؛ مما تسبَّب في التدهور الحالي بعد أن صار الفن سلعةً رخيصةً؛ هدفه الجري خلف الأموال.
ويحذر من خطورة الغزو الفكري والثقافي والأخلاقي الذي هدد به مسلسل "نور" المجتمع العربي، وقال إن التأثيرات السلبية لعرض "نور" في هذا التوقيت له أهداف خارجية، وخلفه أيادٍ خفية تقصد تغييب المفاهيم والموروثات لمجتمع يضم سبعين مليون أمِّي، وقد كسرته الهزائم فأضعفت قوته ومناعته وجعلته عاجزًا عن مواجهة أية ضربات جديدة لقيمه ومعتنقاته
وأشار مخيون إلى أن أغلب قوة "نور" كانت في عرضه الرومانسي؛ ذلك أن 70% من النساء العربيات متعطشات للرومانسية التي يفتقدنها في رجالهن؛ لذا سارعن إلى الانسجام مع الدراما التركية؛ لأنه لم يعد الرجل العربي رجلاً بالكامل، وسقط مفهوم البطل عن جزء كبير من الرجل العربي؛ لذلك فالمرأة العربية في احتياجٍ لهذا النوع من الرجولة الرومانسية.
وأبدى مخيون اعتراضه على عرض 50 مسلسلاً في رمضان، قائلاً: "إن 600 ساعة من الدراما في شهر العبادة غير مقبول تمامًا"، وتساءل: أين إذًا رسالة الفن وأمانته في تدعيم وتغذية القيم الروحية والشعائر الإسلامية؟!، داعيًا صُنَّاع الدراما إلى مراجعة أنفسهم والتوحد على الهدف الأصيل للحد من الدراما المبتذلة، وإيجاد بديل حقيقي يتوافق مع الأعراف والقيم والسلوكيات الأخلاقية.
فيما حثَّ المجتمعين المصري والعربي على الحفاظ على كيانيهما الاجتماعي والأخلاقي والثقافي، وتوعية وإرشاد وتربية الأبناء تربيةً قويمةً بإحياء الذاكرة الجماعية للأمة، وتقديم الصراع والخطر المتربص بالأمة، والتي يستحيل معها الرضوخ والانقياد للأفكار الغربية المستوردة.

علمانية

ويحذِّر الفنان محمود الجندي من النتائج السلبية للدراما التركية التي ترمي إلى نشر قيم علمانية متفلتة ومنحلَّة تطعن في أخلاقيات مجتمعنا وقيمه، وقال إن استهداف الوطن العربي أمرٌ لا جديدَ فيه، ويجب الحذر الدائم منه بإيجاد حوائط صد تمنع الغزو العلماني للنَّيل من مصر والوطن العربي، مشيرًا إلى أن الدراما التركية تجسيد لواقع اجتماعي غير قيمي؛ يغلب عليه الانحراف المشين
ويؤكد أن مقصد منتجي مسلسل "نور" باللهجة السورية هو الاستثمار في العمل المضمون نجاحه والقابل للانتشار والمؤثر دون أدنى جهد وبأقل التكاليف، مشيرًا إلى أن سيطرة المؤلفين الجدد على الساحة الفنية وغياب المؤلفين القدامى هو السبب الأهم في إزاحة الدراما المصرية التي تعيش مؤخرًا على صفيح ساخن ربما يتسبَّب في هلاكها.

تهريج مبتذل

وفي السياق نفسه هاجم الفنان محمد صبحي مسئولي الإنتاج الإعلامي في مصر والوطن العربي، وقال إن ما يتم عرضه على شاشات الإعلام العربي تهريجٌ كبير يتسم بالابتذال والانحطاط الفني والتفاهات، متسائلاً: أين احترام عقل المشاهد واحترام شخصيته في عرض مسلسلات تركية ذات قيم علمانية لا تناسب مجتمعنا؟!
ويرى أن الدراما التركية أبسط من أن تؤثر بالسلب في الدراما المصرية العملاقة عربيًّا وعالميًّا، معترضًا على الأقوال بأن الدراما التركية سحبت البساط أو تفوَّقت على الدراما المصرية، وقال إن مشكلة الدراما المصرية عدم استقرارها على هدف وسياسيات واضحة أو أسس علمية؛ ما جعل المشاهد يملُّ منها وينتقل إلى غيرها بشوق ولهفة.
وأكد أن شبكية عين المشاهد أصابها الملل من الإنتاج المصري بأذواقه المختلفة والمكررة دون إبداع وتجديد؛ ما ساهم في تفوق الدراما التركية بإمكانياتها المتواضعة؛ لاحترامها للعقول والقلوب، في حين أن الدراما المصرية أنتجت 50 مسلسلاً غاب عنها الإبداع والتميز.

تعفن أخلاقي

ويعزو المخرج الناقد حسام صلاح الدين انتشار الدراما التركية إلى رومانسيتها الزائدة عن الحد، الخارجة على المألوف داخل المجتمع المصري، وضاعف تأثيرها الأوضاع الكئيبة التي تحياها المنطقة العربية ومصر بالتحديد من حدة وخشونة وقسوة ونفور عاطفي سياسي.
ويقول: "شاهدت الدراما التركية فلم أجد فيها إمكانيات تميِّزها؛ فهي سحابة غائمة وستذهب، والإبداع المصري متفوق عليها بمراحل"، مشيرًا إلى أن أغلب المشاهدين للدراما التركية من النساء؛ لافتقادهن واشتياقهن إلى هذا النوع الرومانسي؛ مما جرَّأ نسوة كثيرات على طلب الطلاق من أزوجهن عقب مشاهدتهن مسلسل "نور ومهند"؛ مما يشير إلى تأثير ذلك المسلسل الذي قدَّم مادةً من التعفن السلوكي والأخلاقي، إلا أنه ينفي في الوقت نفسه وجود أي أهداف خلفية للدراما التركية غير المكسب المادي.
ويقول: "إن المسلسل اعتمد على ممثلين من الدرجة الثالثة و"دبلجة" سورية، إلا أنها حقَّقت نجاحًا غير متوقع، خاصةً لمنتجيها ممن لجئوا إليها؛ لرخص ثمنها"، مشبهًا إياها بكتيبات الأرصفة الرخيصة.

No comments: